منقول من موقع جزيرة توتي
تعريف بجزيرة توتي
تقع
جزيرة توتي في قلب العاصمة المثلثة فإن كانت العاصمة المثلثة هي قلب
السودان، والسودان هو قلب إفريقيا فيحق لنا أن نقول إن جزيرة توتي هي قلب
إفريقيا، وبموقعها المتميز هذا ترقد في أحضان النيل العظيم، فيحفها النيل
الأزرق من جهة الشرق ومن جهة الجنوب، ونهر النيل من جهة الغرب، وكما قال
شاعرها أبو شوقي: ***هي درة النيل العظيم وبنته***هي جنة محفوفة بجنان
***قد مدت الخرطوم رونق سحرها *** وزهت جمالا فوق أم درمان *** ورمال بحري
أشرقت بجنوبها*** كالتبر يبرق نورها الرباني *** إذا وقفت هنيهة بجنوبها
*** لرأيت كيف تعانق النهران *** وترى على أقصى الشمال برأسها *** النيل
منحدرا بكل أمان *** وهي تبدو كشكل الهلال لها رأسان شمالي وجنوب شرقي.
وتوتي هي مجمع البحرين حيث التقاء سيدنا موسى عليه السلام بالرجل الصالح
أو بسيدنا الخضر عليه السلام، كما أكد ذلك الكثير من الباحثين أمثال:
د.جعفر ميرغني والشيخ: أبو الأعلى المودودي والشيخ: عبد المجيد الزنداني
ود.عبد الله الطيب. ونجد في أقوال المتقدمين رواية عن أبي بن كعب الصحابي
البدري الأنصاري الخزرجي أنه بإفريقيا، ومن عجب أن عبادة بن أبي بن كعب هو
جد من يسكن توتي من المحس.
ومن المعلوم تاريخيا أن توتي أقدم وأعرق مدينة في الجزء المعروف الآن
بالعاصمة، وكانت الخرطوم تعرف بخرطوم توتي، قال الشاعر حين فتحها المهدي:
********الحمد لله زال الهم وانبلجا **********بفتح خرطوم توتي نلنا كل
رجا*********. كما قرر المؤرخ انتوني آركل في بحثه الشهير( الخرطوم
القديمة) أن أول مستوطنة في العاصمة الحديثة أنشئت بجزيرة توتي عام 1480م،
كما أوضحها روبنهدش في خرائطه باسم جزيرة توتي ولم يذكر غيرها بالعاصمة
عام 1670م. ومن المعلوم تاريخيا أيضا حسب الأبحاث الحديثة بأن سكان توتي
قد جاءوا إليها قبل أكثر من سبعمائة عام.
وقد كان لعلماء توتي وسكانها من المحس القدح المعلى في نشر الثقافة
الإسلامية بالسودان فبالرغم من قلة المراجع التاريخية للسودان بجد أن
علماء المحس المؤرخ لهم ابتداءا من الشيخ إدريس ود الأرباب ( 1507-1654)
ومرورا بأرباب العقائد ( 1007هـ - 1102) مؤسس مدينة الخرطوم وأول من بنى
فيها مسجدا ودارا والشيخ خوجلي (1066- 1155هـ) مؤسس حلة خوجلي بالخرطوم
بحري والشيخ حمد ( 1055-1142هـ) مؤسس حلة حمد وانتهاءا بالشيخ الأمين
الضرير ( 1815-1885م) وغيرهم قد ساهموا إسهاما فاعلا في نشر الدين وتعليم
القرآن في القرى والمدن على طول النيل الأزرق بضفتيه فلا تجد قرية إلا
وفيها من المحس العدد الأكبر فمثلا كانت حلقة الشيخ أرباب العقائد يزيد
طلابها عن الألف وقد وفدوا عليه من بلاد البرنو والفلاته وأخذ عليه العلم
عدد لا يستهان به من أفذاذ العلماء الذين حفظهم لنا التاريخ مثل الشيخ فرح
ود تكتوك وحمد حتيك.
تتكون حسب الخريطة المعتمدة من حلة (أي أرض سكنية) دون تحديد للمنازل أو
ترقيم أو سجل وهي أي الحلة في الوسط ويحيط بها أراضي زراعية من كل جانب
كسواقي مرقمة من شمال الجزيرة حيث الساقية 1 وتنتهي في الجنوب الشرقي حيث
الساقية 88 هذه السواقي الثمانية والثمانين مقسمة إلى حصص وحبال مختلفة في
أطوالها وعدد حصصها وعدد حبالها وبالتالي مختلفة في مساحتها فأكبر ساقية
مساحتها 48.99 فدان وأصغرها مساحته 1.49 فدان وتبلغ مساحة الأرض الزراعية
995 فدانا ومساحة الحلة (10) فدان تقريبا. وهناك دروب مسجلة هي درب المسيد
ودرب هليس ودرب عراضة ودرب رابع أوقفته المرحومة الحاجة حليمة بنت عبده.
هذا الوضع كان سائدا حتى بداية الثلاثينيات من القرن العشرين ثم بدأ
السكان بتحويل الأراضي الزراعية إلى سكن بعد ازدياد أعدادهم. ومن المعلوم
أن النيل الأزرق يرسب الطمي سنويا من جهة ويهدم من الجهة الأخرى وحتى الآن
فقدت الجزيرة من الناحية الشرقية بفعل الهدام حوالي أحد عشر ساقية تقدر
مساحتها بحوالي 200 فدان تقريبا ولكن أعطى النيل مقدار ذلك من جهة الغرب
جزيرة توتي في قلب العاصمة المثلثة فإن كانت العاصمة المثلثة هي قلب
السودان، والسودان هو قلب إفريقيا فيحق لنا أن نقول إن جزيرة توتي هي قلب
إفريقيا، وبموقعها المتميز هذا ترقد في أحضان النيل العظيم، فيحفها النيل
الأزرق من جهة الشرق ومن جهة الجنوب، ونهر النيل من جهة الغرب، وكما قال
شاعرها أبو شوقي: ***هي درة النيل العظيم وبنته***هي جنة محفوفة بجنان
***قد مدت الخرطوم رونق سحرها *** وزهت جمالا فوق أم درمان *** ورمال بحري
أشرقت بجنوبها*** كالتبر يبرق نورها الرباني *** إذا وقفت هنيهة بجنوبها
*** لرأيت كيف تعانق النهران *** وترى على أقصى الشمال برأسها *** النيل
منحدرا بكل أمان *** وهي تبدو كشكل الهلال لها رأسان شمالي وجنوب شرقي.
وتوتي هي مجمع البحرين حيث التقاء سيدنا موسى عليه السلام بالرجل الصالح
أو بسيدنا الخضر عليه السلام، كما أكد ذلك الكثير من الباحثين أمثال:
د.جعفر ميرغني والشيخ: أبو الأعلى المودودي والشيخ: عبد المجيد الزنداني
ود.عبد الله الطيب. ونجد في أقوال المتقدمين رواية عن أبي بن كعب الصحابي
البدري الأنصاري الخزرجي أنه بإفريقيا، ومن عجب أن عبادة بن أبي بن كعب هو
جد من يسكن توتي من المحس.
ومن المعلوم تاريخيا أن توتي أقدم وأعرق مدينة في الجزء المعروف الآن
بالعاصمة، وكانت الخرطوم تعرف بخرطوم توتي، قال الشاعر حين فتحها المهدي:
********الحمد لله زال الهم وانبلجا **********بفتح خرطوم توتي نلنا كل
رجا*********. كما قرر المؤرخ انتوني آركل في بحثه الشهير( الخرطوم
القديمة) أن أول مستوطنة في العاصمة الحديثة أنشئت بجزيرة توتي عام 1480م،
كما أوضحها روبنهدش في خرائطه باسم جزيرة توتي ولم يذكر غيرها بالعاصمة
عام 1670م. ومن المعلوم تاريخيا أيضا حسب الأبحاث الحديثة بأن سكان توتي
قد جاءوا إليها قبل أكثر من سبعمائة عام.
وقد كان لعلماء توتي وسكانها من المحس القدح المعلى في نشر الثقافة
الإسلامية بالسودان فبالرغم من قلة المراجع التاريخية للسودان بجد أن
علماء المحس المؤرخ لهم ابتداءا من الشيخ إدريس ود الأرباب ( 1507-1654)
ومرورا بأرباب العقائد ( 1007هـ - 1102) مؤسس مدينة الخرطوم وأول من بنى
فيها مسجدا ودارا والشيخ خوجلي (1066- 1155هـ) مؤسس حلة خوجلي بالخرطوم
بحري والشيخ حمد ( 1055-1142هـ) مؤسس حلة حمد وانتهاءا بالشيخ الأمين
الضرير ( 1815-1885م) وغيرهم قد ساهموا إسهاما فاعلا في نشر الدين وتعليم
القرآن في القرى والمدن على طول النيل الأزرق بضفتيه فلا تجد قرية إلا
وفيها من المحس العدد الأكبر فمثلا كانت حلقة الشيخ أرباب العقائد يزيد
طلابها عن الألف وقد وفدوا عليه من بلاد البرنو والفلاته وأخذ عليه العلم
عدد لا يستهان به من أفذاذ العلماء الذين حفظهم لنا التاريخ مثل الشيخ فرح
ود تكتوك وحمد حتيك.
تتكون حسب الخريطة المعتمدة من حلة (أي أرض سكنية) دون تحديد للمنازل أو
ترقيم أو سجل وهي أي الحلة في الوسط ويحيط بها أراضي زراعية من كل جانب
كسواقي مرقمة من شمال الجزيرة حيث الساقية 1 وتنتهي في الجنوب الشرقي حيث
الساقية 88 هذه السواقي الثمانية والثمانين مقسمة إلى حصص وحبال مختلفة في
أطوالها وعدد حصصها وعدد حبالها وبالتالي مختلفة في مساحتها فأكبر ساقية
مساحتها 48.99 فدان وأصغرها مساحته 1.49 فدان وتبلغ مساحة الأرض الزراعية
995 فدانا ومساحة الحلة (10) فدان تقريبا. وهناك دروب مسجلة هي درب المسيد
ودرب هليس ودرب عراضة ودرب رابع أوقفته المرحومة الحاجة حليمة بنت عبده.
هذا الوضع كان سائدا حتى بداية الثلاثينيات من القرن العشرين ثم بدأ
السكان بتحويل الأراضي الزراعية إلى سكن بعد ازدياد أعدادهم. ومن المعلوم
أن النيل الأزرق يرسب الطمي سنويا من جهة ويهدم من الجهة الأخرى وحتى الآن
فقدت الجزيرة من الناحية الشرقية بفعل الهدام حوالي أحد عشر ساقية تقدر
مساحتها بحوالي 200 فدان تقريبا ولكن أعطى النيل مقدار ذلك من جهة الغرب